مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/17/2021 01:51:00 ص

 نظرية كهف أفلاطون - فلسفة المعرفة
(الجزء الخامس)

نظرية كهف أفلاطون - فلسفة المعرفة - الجزء الخامس                                                                             تصميم الصورة : رزان الحموي
نظرية كهف أفلاطون - فلسفة المعرفة - الجزء الخامس
تصميم الصورة : رزان الحموي

نظرية كهف أفلاطون - فلسفة المعرفة - الجزء الخامس

تكلمنا في المقال السابق عن الحب الأفلاطوني سنكمل في فكرة الواقعيين ومكافحي الواقعية

" وجهة النظر المضادة "

هي وجهة نظر فلاسفة مكافحة الواقعية ، الذين قد وضعوا فرضية تقول : ( أن هناك علاقة أساسية بين الشيء المعروف و معرفتنا به) فالطول على سبيل المثال .. لبس له وجود دون معرفتنا بشخص له صفة الطول.

 إن المناقشة التي ما زالت تدور ما بين الواقعيين ومكافحي الواقعية قد بدأت من أكثر من ألفين سنة على يد أفلاطون .

إن نظرية الأشكال وأفكار أفلاطون عن المبادئ المجردة قد وجدت طريقها في العصور الوسطى للفلسفة الإسلامية والمسيحية و فكرة أن الحجة والمنطق هي الوسيلة الوحيدة للوصول للمعرفة الحق ليست عن طريق الحواس البشرية ، كانت هي الأساس للفلسفة العقلانية في القرن 17 والتي تعتمد على الاستنتاج والمنطق كوسيلة وحيدة للحصول على المعرفة وفي حقيقة الأمر تأثير |أفلاطون| في |الفلسفة الغربية| الحديثة كبير جداً.
لدرجة أنه جعل عالم المنطق الانجليزي " ألفريد نورس "  يقول بأن "  الفلسفة الغربية الحديثة هي عبارة عن مجموعة من حواشي أفكار لأفلاطون "

في قصة الكهف .. 

أفلاطون عرض فكرته المميزة عن الواقع ومعرفتنا به ، وأيضاً استخدم القصة كدفاع عن أستاذه سقراط ، وهذا يظهر في وضوح في نهاية القصة ، عندما رجع السجين إلى الكهف وحاول أن ينشر معرفته الجديدة بين زملائه المقيدين أمام الحائط ، ولكن في محاولته هذه للوصول لهم يقع في الظلام داخل الكهف وذلك بعد أن تعودت عيناه على ضوء الشمس والحقيقة خارج الكهف، وحينها قد نظروا له زملائه على أنه مخبول ولم يعد يعرف طريقه داخل الكهف.

 وعندما سمعوا أفكاره الغريبة عن النار والتماثيل والشمس تأكدوا فعلاً بأنه مجنون ورحلته خارج الكهف أفقدته صوابه فأصبحوا يخافون على عقولهم منه ولم يسمعوه والنهاية المأساوية هي أنهم يقتلوه بعد إصراره على الأفكار.

بهذه النهاية فإن أفلاطون كان يحاول أن يرسم صورة المشاكل التي يقع فيها الفيلسوف من ( سخرية - رفض - اضطهاد - وأحيانا القتل ) وذلك في محاولته لتنوير الناس ووضعهم على الطريق للمعرفة والحكمة.

وفي هذا الموضع افلاطون كان يتكلم عن أستاذه |سقراط| ، والذي اضطهد في كل حياته بسبب أفكاره الفلسفية التي رفض تغييرها إلى أن نفذت فيه حكومة أثينا الاعدام.

والآن... انظر حولك .. تأمل الأشياء الواقع المحيط بك ..يا ترى فعلاً هذا هو الواقع ؟أو انعكاسات وخيالات الواقع على جدار حياتك؟

فكر مرة أخرى بالأمر ... واترك لنا رأيك في التعليقات ....

 رهف ناولو ✍🏻

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.